كيفية التعامل مع أعراض القولون العصبي بشكل فعال

امراض القولون العصبي
كيفية التعامل مع أعراض القولون العصبي بشكل فعال.               

مرض القولون العصبي أو ما يعرف بمتلازمة القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome, IBS)، هي حالة مزعجة تؤثر على الجهاز الهضمي وتسبب تغييرات في عادات الإخراج والشعور بالألم، وهذه الحالة شائعة نسبيًا وقد تؤثر بشكل كبير على حياة الأشخاص المصابين. لذلك، من الضروري فهم أعراض القولون العصبي والتعامل المناسب معها، وفي مقالنا هذا عبر موقعنا تاج صحتنا ، سنستكشف مجموعة متنوعة من أعراض القولون العصبي ، وسنبحث في الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها التعامل مع هذه الحالة بشكل فعال لتحسين جودة الحياة والحالة العامة للفرد.

أسباب القولون العصبي

يعتقد أن هناك عدة عوامل قد تساعد في ظهور متلازمة القولون العصبي ، ومن هذه العوامل ما يلي:

  • العوامل الوراثية قد يكون لها دور في تفاقم متلازمة  القولون العصبي .
  • تأثيرات الإجهاد أو الصعوبات النفسية في البيئة المحيطة يمكن أن يكون جزءًا من الإصابة بأعراض القولون العصبي .
  • القلق والتوتر قد يمكن أن يتسببان في تفاقم أعراض القولون العصبي .
  • التغيرات في البكتيريا الموجودة في الأمعاء قد تلعب دورًا في ظهور أعراض القولون العصبي .
  • الحساسية الغذائية التي قد يلاحظها بعض الأشخاص بعد تناول أطعمة معينة.

أعراض القولون العصبي

  • أعراض  القولون العصبي تختلف من شخص لآخر، لذا، من المهم استشارة الطبيب لكي يقوم بتشخيص الحالة المرضية بدقة وتحديد العلاج  المناسب لكل حالة، ومن  أعراض  القولون العصبي ما يلي:
  • آلام البطن والتقلصات والتي تتنوع من آلام البطن الخفيفة إلى الشديدة، وتتحسن بعد تغير نمط الحياة أو التغيرات النفسية.
  • التغيرات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال، أو الخلف، أو التقلبات بين الإسهال والإمساك.
  • انتفاخ البطن والغازات.
  • الشعور بالامتلاء في المعدة.
  • الشعور بالاختناق أو الانزعاج. 
  • تقلبات المزاج والتوتر.

أعراض القولون العصبي الشديدة

أعراض  القولون العصبي الشديدة قد تشمل ما يلي:
  1. آلام البطن والتشنجات : قد تشعر بآلام في الجزء السفلي من البطن وتشنجات متكررة.
  2. تغيرات في عادات الإخراج : قد تعاني من إمساك مزعج أو إسهال متكرر.
  3. انتفاخ وتورم في البطن : قد تشعر بالانتفاخ والتورم في منطقة البطن.
  4. الغازات : قد تعاني من زيادة في إفراز الغازات الناتجة عن الجهاز الهضمي.
  5. تغيرات في نمط البراز : قد تشعر بالحاجة الملحة للتبرز أو تغيرات في ملمس أو شكل البراز.
  6. تقلبات مزاجية : قد تعاني من تقلبات في المزاج مثل القلق والاكتئاب. 
  7. اضطرابات في النوم : قد تواجه صعوبة في النوم نتيجة للأعراض الجسدية والنفسية.
إذا كنت تعاني من أعراض حادة ولا تزول بسهولة، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لتقييم الحالة والحصول على العلاج المناسب. 

أعراض القولون العصبي النفسية

 أعراض القولون العصبي النفسية يمكن أن تتضمن ما يلي:
  1. توتر وقلق: قد تعاني من شعور مستمر بالتوتر والقلق بشأن صحة الجهاز الهضمي والظروف التي قد تزيد من الأعراض.
  2. اضطرابات النوم : قد تواجه مشاكل في النوم مثل الصعوبة في النوم أو الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل.
  3. تقلبات المزاج : يمكن أن يتأثر مزاجك بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى الاكتئاب أو التوتر الشديد.
  4. اضطرابات الأكل : قد تواجه تغيرات في نمط الأكل نتيجة للتوتر والقلق المستمر.
  5. التأثير النفسي : قد تكون الأعراض أسوأ في الفترات التي يكون فيها التوتر النفسي مرتفعًا مثل الضغوط العاطفية أو العمل.
  6. تركيز ضعيف وصعوبة في التحمل : قد تجد صعوبة في التركيز والتحمل نتيجة القلق المستمر والتوتر.

علاج القولون العصبي

يمكن أن يشمل علاج  القولون العصبي مجموعة متنوعة من الحلول والاستراتيجيات، من المهم استشارة الطبيب لتقييم حالتك بشكل صحيح، وتوجيه العلاج الأنسب لك، ولكن هناك بعض الإجراءات العامة التي يمكن اتباعها لعلاج  القولون العصبي وتشمل ما يلي:
  1. تغيير نمط الحياة : من الممكن أن يكون الإجهاد وسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة عوامل تساهم في تفاقم الأعراض، لذا يمكن اتباع نمط حياة صحي يشمل تناول الطعام المتوازن وممارسة الرياضة وتقنيات التعامل مع الإجهاد.
  2. التغذية : يمكن لبعض الأشخاص المصابين بمتلازمة  القولون العصبي أن يستفيدوا من التغييرات في نظامهم الغذائي، مثل تقليل استهلاك الكافيين والدهون والأطعمة المحتوية على الألياف العالية.
  3. العلاج النفسي : يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيدًا للأشخاص، والذي يشمل الاستشارة النفسية والاسترخاء وتدريبات التنفس والتأمل.
  4. الأدوية : في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب استخدام بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض مثل الاكتئاب أو المسكنات المعوية. 

تشخيص متلازمة القولون العصبي

تشخيص متلازمة القولون العصبي  يعتمد على استبعاد الأمراض الأخرى الذي يمكن أن تسبب أعراضًا متشابهة، مثل الأمراض المعوية والأورام الخبيثة، بالإضافة إلى تقييم الأعراض وتاريخ الحالة الطبية للشخص، بالإضافة إلى عدة خطوات أخرى تشمل ما يلي:
  1. تقييم الاعراض : يُشخص المريض حسب معايير روما للقولون العصبي، والتي تستلزم وجود ألم في البطن لمدة يوم واحد على الأقل في الأسبوع خلال الثلاثة أشهر الماضية، مع وجود اثنين من العلامات التالية: ألم عند التبرز، تغيير في شكل أو مظهر البراز، تغيير في معدل تكرار الإخراج.
  2. الفحوصات الطبية : لا توجد فحوصات مخبرية أو إشعاعية محددة لتشخيص متلازمة  القولون العصبي ، لكن قد يطلب الطبيب فحوصات لاستبعاد أمراض أخرى مثل: فحص الدم لاستبعاد فقر الدم أو الالتهاب، فحوصات لفحص الغلوتين في الدم لاستبعاد مرض البطن (مرض الاضطرابات الهضمية)، فحوصات البراز لاستبعاد العدوى أو الالتهابات، بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب للقولون.
  3. منظار القولون : في بعض الحالات، قد يتم إجراء منظار داخلي للقولون لاستبعاد الاتهاب أو الأمراض الأخرى.
ما هو أفضل مشروب للقولون العصبي
هناك بعض الخيارات الأفضل للمشروبات التي قد تساعد في تخفيف أعراض  القولون العصبي ، ومنها ما يلي:
  1. الماء : يُعتبر الماء أفضل خيار دائمًا للحفاظ على رطوبة الجسم، وهو مشروب أساسي لدعم الهضم الصحي وتقليل احتمالات الإمساك.
  2. الشاي الأخضر :يُعرف الشاي الأخضر بفوائده الصحية العديدة، ولكن يجب استهلاكه بحذر لدى الأشخاص الذين يعانون من  القولون العصبي ، حيث أن الكافيين قد يهيج القولون لدى بعض الأشخاص.
  3. شاي الأعشاب : خاصة النعناع والبابونج والزنجبيل، يمكن أن يكون مفيدًا في تخفيف بعض الأعراض مثل الغازات والانتفاخ.
  4. عصائر الفواكه الطبيعية المخففة : يُفضل تخفيف عصائر الفواكه الطازجة بالماء لتقليل محتواها من السكريات البسيطة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
ومن المهم تجنب المشروبات التي يمكن أن تؤذي  القولون العصبي مثل:
  • الكافيين الموجود في القهوة وبعض أنواع الشاي.
  • المشروبات الغازية التي تسبب الانتفاخ والغازات.
  • الكحول الذي يمكن أن يهيج الجهاز الهضمي.
  • المشروبات ذات المحتوى العالي من السكريات الصناعية أو المحليات.
ومع ذلك يمكن لكل فرد أن يختلف في استهلاكه للمشروبات، لذا من المهم تجربة المشروبات المختلفة لمعرفة تأثير هذه المشروبات على الأعراض وتعديل استهلاكك وفقًا لذلك.

ما هي أفضل الأطعمة للقولون العصبي

هناك بعض الأطعمة التي قد تساعد في تخفيف  أعراض القولون العصبي ودعم صحة الجهاز الهضمي ومنها ما يلي:
  1. الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان في الدهون : والتي تساعد في تحسين حركة الأمعاء وتقليل الإمساك مثل الشوفان، البطاطا الحلوة، الموز، التفاح المقشر، والجزر.
  2. الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك : تساعد البروبيوتيك في دعم البكتيريا النافعة في الأمعاء، المخللات وشاي الكومبوتشا مصادر جيدة للبروبيوتيك.
  3. الأطعمة قليلة الفودماب (FODMAPs) : هي استراتيجية غذائية تتضمن تقليل الأطعمة التي تحتوي على سكريات قصيرة السلسلة التي يصعب هضمها، حيث يجد بعض الأشخاص تحسنًا في أعراض القولون العصبي عند تجنب الأطعمة عالية الفودماب. البيض، اللحوم، الأسماك، الخضروات مثل البازيلاء، البطاطس، الطماطم والخيار، الفواكه مثل البرتقال والتوت من الأطعمة القليلة الفودماب.
  4. الزنجبيل : يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالغثيان وتحسين عملية الهضم.
  5. مرق العظام والشوربات : يمكن ان تكون خيارات غذائية سهلة الهضم للأشخاص الذين يعانون من حساسية في الجهاز الهضمي. 
من الأطعمة الأساسية التي يمكن تناولها أن يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي ما يلي:
  • منتجات الألبان، حيث أن بعض الأشخاص لديها حساسية تجاه الألبان ومنتجاتها.
  • الأطعمة الدهنية مثل الأطعمة المقلية والوجبات الجاهزة الغنية بالدهون.
  • الأطعمة الحارة والتوابل القوية التي يمكن أن تثير القولون لدى بعض الأشخاص مثل الفلفل الأسود والكركم والكمون.
من المهم أن نتذكر أن الاستجابة للأطعمة تختلف من شخص لآخر، لذا من الجيد مراقبة الأطعمة التي تزيد أو تقلل من الأعراض، وينصح دائمًا باستشارة أخصائي التغذية لتحديد أفضل الخيارات الغذائية لحالتك الخاصة.

وفي النهاية، يمكن القول أن أعراض  القولون العصبي مثل الإمساك، الإسهال، الغازات، هي أعراض مزعجة ومؤلمة للكثير من المصابين، مما يؤثر على جودة حياتهم اليومية. بالرغم من أن مرض  القولون العصبي هو حالة شائعة تصيب الكثير من الأشخاص، إلا أنه ليس مرضًا خطيرًا، لكنه يتطلب اهتمامًا خاصًا بالتغذية والنمط الحياتي، لذلك ينصح باستشارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب.




د. ثناء صالح
بواسطة : د. ثناء صالح
تعليقات