غدة بارثولين-أعراضها وكيفية العناية بها

غدة بارثولين هي غدة صغيرة الحجم تقع بالقرب من مدخل المهبل، تلعب دورًا مهمًا في صحة الجهاز التناسلي للمرأة. تتكون هذه الغدة من اثنتين، واحدة على كل جانب من الشفرين الصغيرين، وتعمل على إفراز سوائل تساعد في ترطيب المهبل وتسهيل العملية الجنسية. ورغم حجمها الصغير، إلا أن أي خلل في هذه الغدة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية ملحوظة، مثل الكيسات أو الالتهابات، مما يؤثر على جودة الحياة اليومية للمرأة. 

غدة بارثولين
غدة بارثولين-أعراضها وكيفية العناية بها.                 

وفي هذا المقال عبر موقعنا تاج صحتنا، سنتناول أعراض مشاكل غدة بارثولين وكيفية العناية بها للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي. سنستعرض أيضَا أسباب الامراض المرتبطة بهذه الغدة وأهمية الفحص المبكر والعناية الذاتية، مما يساعد النساء على التعرف أكثر على هذا الموضوع الحيوي وإدارة صحتهم بشكل أفضل.

وظائف غدة بارثولين في جسم المرأة

غدة بارثولين تؤدي عدة وظائف حيوية في جسم المرأة، ومن أبرز هذه الوظائف ما يلي:

  1. ترطيب المهبل: تقوم الغدة بإفراز سائل مائي يعمل على ترطيب المهبل، مما يسهل العملية الجنسية ويحفز الشعور بالراحة.
  2. تسهيل العلاقة الجنسية: الإفرازات الناتجة من الغدة تساهم في تحسين الحياة الجنسية للمرأة، إذ تمنع الجفاف وتساعد في خلق بيئة مناسبة للجماع.
  3. دعم التوازن القلوي: تساهم إفرازات الغدة في الحفاظ على توازن الوسط الهيدروجيني (pH) في المهبل، مما يحمي من العدوى ويحافظ على صحة النظام التناسلي.
  4. توفير الحماية: تساعد الإفرازات على طرد البكتيريا والمواد الضارة من المهبل، مما يحافظ على نظام دفاعي قوي ضد العدوى.
  5. التفاعل مع هرمونات الجسم: يتأثر عمل الغدة بالتغيرات الهرمونية، مثل التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، مما يعكس تأثير الهرمونات على صحة الجهاز التناسلي.

بتلك الوظائف، تلعب غدة بارثولين دورًا أساسيًا في صحة الجهاز التناسلي للمرأة، مما يجعلها جزءًا من النظام الصحي العام للمرأة.

تأثر غدة بارثولين بالتغيرات الهرمونية

تؤثر التغيرات الهرمونية على وظيفة غدة بارثولين في جسم المرأة، إليك كيفية تأثير هذه التغيرات على الغدة:

  1. التفاعل مع الاستروجين: تتأثر غدة بارثولين بمستويات هرمون الاستروجين، الذي يرتفع خلال فترة الدورة الشهرية. عند زيادة مستويات الاستروجين، تزداد إفرازات الغدة، مما يسهم في الترطيب الجيد للمهبل.
  2. التغيرات خلال الدورة الشهرية: تتغير وظيفة غدة بارثولين خلال الدورة الشهرية، في المراحل الأولى من الدورة، تزيد إفرازاتها، بينما قد تنخفض هذه الإفرازات في مرحلة الحيض أو بعد الإباضة، حيث يحدث تغير في التركيب الهرموني.
  3. التغيرات أثناء الحمل: خلال فترة الحمل، تتغير مستويات الهرمونات بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة نشاط غدة بارثولين، تعمل هذه الزيادة على تحسين الترطيب وتسهيل التغييرات الجسدية التي تحدث في جسم المرأة.
  4. التغيرات عند انقطاع الطمث: مع اقتراب انقطاع الطمث، تنخفض مستويات الهرمونات مثل الاستروجين، مما قد يؤدي إلى تقليل إفرازات غدة  بارثولين، هذا قد يسبب جفاف المهبل ويزيد من خطر العدوى وأعراض أخرى مزعجة.
  5. التوازن الهرمونيغدة بارثولين تتفاعل بشكل مباشر مع مستويات الهرمونات في الجسم، مما يعني أن أي اضطراب في التوازن الهرموني، مثل تلك الناتجة عن مشاكل الغدة الدرقية أو السمنة أو الأمراض المزمنة، يمكن أن يؤثر على الغدة.
  6. التأثير النفسيالتغيرات الهرمونية تؤثر أيضًا على الحالة النفسية والعاطفية، وهو بدوره يمكن أن يؤثر على الرغبة الجنسية والإفرازات.

باعتبار أن نشاط غدة بارثولين مرتبط بشكل وثيق بالتغيرات الهرمونية، فإن الفهم الجيد لهذا التفاعل يساعد في إدارة العديد من الأمور الصحية المتعلقة بالنساء. 

أنواع الأمراض المرتبطة بغدة بارثولين

غدة بارثولين التي تقع على جانبي الفتحة المهبلية، قد تواجه بعض المشاكل الصحية، إليك بعض الأنواع الشائعة من الأمراض والاضطرابات المرتبطة بغدة بارثولين:

  1. كيس غدة بارثولين: يحدث عندما يتجمع السائل داخل الغدة، مما يؤدي إلى تكون كيس غير مؤلم.
  2. خراج غدة بارثولين: يحدث عندما يصبح الكيس مملوء بالصديد نتيجة عدوى، مما يسبب الألم والتورم. 
  3. التهاب غدة بارثولين: التهاب الغدة والذي قد ينتج عن عدوى بكتيرية، مما يؤدي إلى الألم والتهيج.
  4. عدوى فيروسية أو فطرية: يمكن أن تتعرض الغدة للعدوى بسبب الكائنات الدقيقة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الألم أو الإفرازات.
  5. تكيسات متعددة: في بعض الحالات، يمكن أن تتشكل تكيسات متعددة في غدة بارثولين، مما يؤدي إلى مشاكل أكبر في المنطقة.
  6. ورم الغدة: رغم أنه نادر، إلا أن هناك احتمال ظهور أورام غير سرطانية أو سرطانية في الغدة.
  7. انسداد القنوات: يمكن أن يحدث انسداد في القنوات التي تصرف سائل الغدة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل وتكوين الكيس.

أعراض خلل غدة بارثولين

خلل غدة بارثولين يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض والمشكلات، إليك بعض الأعراض المرتبطة بمشاكل غدة بارثولين:

  • تورم قد يحدث نتيجة انسداد الغدة أو التهابها.
  • ألم موضعي في منطقة الفرج أو حولها، خاصة عند الجلوس أو الحركة.
  • إفرازات غير طبيعية قد تلاحظها المرأة، سواء كانت زائدة أو مكونة من ألوان أو أنواع مختلفة قد تشير إلى وجود التهاب.
  • احمرار أو ظهور علامة على وجود التهاب في المنطقة.
  • الشعور بعدم الراحة أو ثقل في منطقة الفرج.
  • صعوبة في الجماع والشعور بالألم أو الضيق، مما يؤدي إلى تجارب جنسية غير مريحة.
  • تكون خراج في بعض حالات انسداد الغدة، مما يسبب ألمًا شديدًا وتورمًا.

إذا كنت تعانين من أحد الاعراض المذكورة، خصوصًا إذا كانت الحالة تؤثر على جودة حياتك أو تسبب ألمًا شديدًا، فمن المهم مراجعة الطبيب للتشخيص والعلاج المناسب.

أسباب تورم غدة بارثولين

تورم غدة بارثولين يمكن أن يحدث بسبب عدة أسباب، تشمل ما يلي:

  1. العدوى: التهاب غدة بارثولين (Bartholinitis)، قد تسبب العدوى البكتيرية (مثل عدوى الكلاميديا أو السيلان) التهابًا في الغدة، مما يؤدي إلى تورمها.
  2. انسداد الغدة: إذا كانت القناة التي تصرف الغدة مسدودة بسبب تراكم المخاط أو الإفرازات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تورمها وتكوين خراج.
  3. خراج غدة بارثولين: إذا تفاقم التهاب الغدة أو انسدادها، قد يتجمع الصديد داخل الغدة، مما يؤدي إلى تكون خراج وتورم مؤلم وقد يرافق ذلك ارتفاع في درجة الحرارة.
  4. الإصابة أو الصدمة: قد تؤدي إصابة في المنطقة إلى تورم الغدة، حتى لو لم تكن هناك عدوى.
  5. التغيرات الهرمونية: كالمرتبطة بالدورة الشهرية قد تسبب تغييرات في وظيفة الغدة وتورمها.
  6. أسباب أخرى: في بعض الأحيان، قد يكون هناك أسباب أخرى، مثل الأمراض الجلدية او السرطانات النادرة، لكنها أقل شيوعًا.
  7. مستويات الهرمونات: قد تؤثر التغيرات الهرمونية مثل التي تحدث أثناء الحمل أو حبوب منع الحمل على وظيفة الغدة.

تشخيص مشاكل غدة بارثولين

تشخيص مشاكل غدة بارثولين يعتمد على مجموعة من الخطوات والتقنيات التي يتبعها الطبيب، إليك بعض الطرق الشائعة لتشخيص هذه المشكلات:
  • التاريخ الطبي والسؤال عن الأعراض التي تعانين منها، مثل الألم والتورم أو أي مشاكل أخرى ذات صلة.
  • الفحص البدني لمنطقة المهبل والكتلة الظاهرة إن وجدت.
  • التصوير بالأشعة (مثل السونار) في بعض الحالات لتحديد مدى التورم أو وجود أي خراج.
  • تحليل الإفرازات لاكتشاف وجود عدوى أو بكتيريا معينة.
  • الفحوصات المخبرية وتشمل اختبارات للعدوى الشائعة مثل عدوى الكلاميديا أو السيلان.
  • إجراء جراحة صغيرة في بعض الأحيان لاستئصال الكيس أو الخراج وتحليل المحتويات إذا كان هناك شك في وجود مشكلة أكثر خطورة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، قد يستخدم في حالات نادرة لتقييم حالة الغدة بشكل أكثر تفصيلاً.

علاج خلل غدة بارثولين

علاج خلل غدة بارثولين يعتمد على نوع المشكلة الموجودة، مثل التهاب الغدة، انسدادها، أو تكون خراج. إليك بعض طرق العلاج الشائعة:
  1. العلاج الدوائي: باستخدام المضادات الحيوية إذا كانت هناك عدوى، مسكنات الألم لتخفيف الأعراض، ومضادات الالتهابات قد تساعد في تخفيف الالتهاب والألم.
  2. العلاج الجراحي: إذا تكون خراج، قد يكون هناك حاجة لتصريفه جراحيًا بإجراء شق صغير لتفريغ القيح. في حالات نادرة، وإذا كانت المشكلة متكررة، قد يوصي باستئصال الغدة بالكامل.
  3. الرعاية الذاتية: تساعد الحمامات الدافئة في تخفيف الألم والتورم، وتجنب المواد المهيجة مثل الصابون المعطر أو المنتجات الأخرى التي قد تسبب تهيجًا.
  4. التحكم في العوامل المساعدة: إذا كان هناك عوامل مثل السمنة أو السكري تؤثر على حالتك، فقد يساعد إجراء تعديلات في نمط الحياة على تحسين الأعراض.
  5. المراقبة والمتابعة: في بعض الحالات، قد ينصح الطبيب بالمراقبة فقط، خاصة إذا كانت الأعراض خفيفة، ولكن مع متابعة طبية دورية.

طرق العناية بغدة بارثولين

إليك بعض الطرق للعناية بغدة بارثولين للحفاظ على صحتها والوقاية من المشكلات المرتبطة بها:
  1. الحفاظ على النظافة الشخصية: تأكدي من تنظيف منطقة الأعضاء التناسلية باستخدام ماء دافئ وصابون لطيف، تجنبي استخدام المنتجات القاسية التي قد تسبب تهيجًا.
  2. استخدام الملابس القطنية: ارتداء الملابس الداخلية القطنية يساعد في الحفاظ على جفاف المنطقة وتجنب الاحتكاك، وتجنبي ارتداء الملابس الضيقة التي قد تؤدي إلى التهيج.
  3. تجنب استخدام المنتجات المهيجة: كوني حذرة عند استخدام مواد مثل البخاخات، أو المستحضرات المعطرة، لأنها قد تسبب تهيجًا للمنطقة.
  4. التقليل من العوامل المسببة للعدوى: تجنبي العلاقات الجنسية غير المحمية، وكوني حذرة بشأن النظافة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية لتقليل مخاطر العدوى.
  5. شرب الماء بكثرة: شرب الكمية المناسبة من الماء يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام.
  6. زيارة الطبيب بانتظام: إجراء الفحوصات الدورية واتباع نصائح الطبيب يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن أي مشكلات قد تطرأ على غدة بارثولين.
  7. اتباع نظام غذائي صحي: الاستمرار في تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات يساعد في المحافظة على صحة الجسم.
  8. علاج أي عدوى بسرعة: في حال ظهور أي علامات للعدوى مثل الاحمرار أو الألم أو التورم، يجب استشارة الطبيب للعلاج الفوري.
  9. ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة بانتظام يساعد في تحسين الدورة الدموية وتعزيز صحة الأنسجة.
وفي الختام، يمكن القول أن غدة بارثولين تمثل جزءًا مهمًا من الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث تلعب دورًا أساسيًا في ترطيب المهبل وتسهيل العلاقة الجنسية. وعلى الرغم من انها قد تتعرض لمجموعة متنوعة من الاضطرابات، إلا ان الفهم الجيد لوظائفها ومشاكلها المحتملة يساعد في الحفاظ على الصحة العامة. 


د. ثناء صالح
بواسطة : د. ثناء صالح
تعليقات