اعراض الروماتويد علامات تحذيرية عليك الانتباه لها

يعاني العديد من الأشخاص من آلام المفاصل والتعب المزمن، وقد تكون هذه الأعراض مؤشرا على وجود حالة صحية أكثر خطورة تعرف بالروماتويد. تُعتبر اعراض الروماتويد من العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه لها، حيث تُشير إلى التهاب مزمن يؤثر على المفاصل وأحيانا على الأعضاء الأخرى في الجسم. 

اعراض الروماتويد
اعراض الروماتويد علامات تحذيرية عليك الانتباه لها

في هذا المقال، سنستعرض أبرز اعراض الروماتويد وكيفية التعرف عليها، مما يمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات إيجابية نحو معالجتها ومراقبتها.

ما هو الروماتويد؟

الروماتويد، والذي يُعرف علميا باسم التهاب المفاصل الروماتويدي، هو حالة مرضية مناعية مزمنة تؤثر بشكل رئيسي على المفاصل. يتميز هذا المرض بحدوث التهاب في الأغشية المبطنة للمفاصل، مما يؤدي إلى أعراض مثل الألم والتورم والتيبّس. يمكن أن يؤثر الروماتويد أيضا على أجزاء أخرى من الجسم، مثل الجلد، والرئتين، والقلب. 

تُعتبر الأسباب الدقيقة للروماتويد غير مفهومة تماما، ولكن قد يكون هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا في حدوثه. غالبا ما يبدأ الروماتويد بشكل تدريجي، وعادة ما تتأثر المفاصل الصغيرة أولا، مثل تلك الموجودة في اليدين والقدمين. 

تشمل اعراض الروماتويد شعورا بالألم في المفاصل، التيبس والتعب العام، وقد يحدث فقدان للوزن. قد يتطلب العلاج استخدام الأدوية المضادة للالتهابات، والعلاج الطبيعي لتحسين الحركة وتقليل الألم.  

علامات تحذيرية مبكرة لاكتشاف اعراض الروماتويد

تشير العلامات التحذيرية المبكرة لاكتشاف أعراض الروماتويد إلى مجموعة من الأعراض التي قد تظهر في مرحلة مبكرة من المرض، وتكون بمثابة إشارات تنبه الشخص بضرورة استشارة الطبيب، وهذه العلامات يمكن أن تشمل ما يلي:

  • تورم المفاصل خاصة في اليدين أو القدمين.  
  • الألم المستمر أو المتكرر في المفاصل، خصوصا بعد فترات من الراحة. 
  • الشعور بالتيبس في المفاصل عند الاستيقاظ من النوم أو بعد فترة من عدم الحركة. 
  • الشعور بالتعب العام وفقدان الطاقة بصورة غير مبررة. 
  • حمى خفيفة أو الشعور بالبرودة. 
  • فقدان الوزن غير المقصود قد يكون علامة على التفاعلات المناعية في الجسم المرتبطة بالروماتويد. 
  • ظهور طفح جلدي أو تكتلات تحت الجلد، خاصة في المناطق المتأثرة بالمفاصل. 

يجب على أي شخص يظهر لديه هذه الأعراض أن يسعى للحصول على تقييم طبي مبكر، حيث أن التشخيص المبكر والعلاج يمكن أن يساعد في التحكم بالمرض ومنع حدوث تلف دائم في المفاصل.

اعراض متقدمة للروماتويد

في المراحل المتقدمة من الروماتويد، يمكن أن تزداد الأعراض وتتطور إلى مشاكل أكثر خطورة، إليك بعض الأعراض المتقدمة التي قد تظهر: 

  • انتشار الالتهابات وتدهور مفاصل أكبر مثل الركبتين، الكتفين، أو الكاحلين، مما يؤدي إلى تلف دائم في الغضروف والعظام. 
  • الالتهاب المزمن قد يتسبب في تغييرات شكلية في المفاصل، مثل انحراف الأصابع (الأصابع العنكبوتية) أو تشوهات في المفاصل الأخرى. 
  • فقدان القدرة على الحركة الطبيعية، مما يؤثر على القدرة على القيام بالنشاطات اليومية.
  • ألم مزمن وشديد، حتى في الفترات التي لا يحدث فيها التهاب نشط. 
  • مشاكل في التنفس نتيجة لالتهاب الرئة أو تكون الندوب في أنسجة الرئة. 
  • تورم الغدد الليمفاوية نتيجة استجابة الجسم المناعية.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك التهاب الشغاف أو تصلب الشرايين. 
  • نقص في الكتلة العضلية نتيجة لتقليل الحركة والنشاط البدني. 
  • صعوبة في أداء المهام اليومية، مثل المشي، والجلوس، والقيام بالأعمال المنزلية. 
  • التهاب في الأوتار والأربطة المحيطة بالمفاصل، مما يؤثر على الوظيفة الحركية. 
  • التهابات في العيون مثل التهاب الملتحمة أو التهاب القزحية. 

من المهم للمرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي أن يتلقوا الرعاية الطبية المناسبة والمتابعة بانتظام للحد من الأعراض المتقدمة ولتحسين نوعية الحياة. 

كيفية التشخيص الصحيح للروماتويد

تشخيص الروماتويد يتطلب إجراء مجموعة من الفحوصات والتقييمات الطبية، يعتمد الأطباء على التاريخ الطبي، الأعراض السريرية، فحوصات الدم، وأحيانا صور الأشعة لتحديد وجود المرض، إليك خطوات عملية التشخيص: 

  1. التاريخ الطبي والفحص السريري: يبدأ الطبيب بجمع معلومات عن بداية الأعراض وشدة الألم والتورم، وإذا كان هناك تيبس صباحي، كما يقوم الطبيب بفحص المفاصل سريريا. 
  2. التحليل المعمليفحص مستوى العامل الروماتيدي (RF)، حيث أن العديد من مرضى الروماتويد يظهرون نتائج إيجابية لهذا الفحص، لكن ليس جميعهم. أيضًا تحليل فحص الأجسام المضادة المضادة للببتيد الحلقي (anti-CCP) وهذا التحليل يساعد في تحديد الروماتويد بشكل أكثر دقة. بالإضافة إلى تحليل سرعة الترسيب  (ESR) أو CRP وهما يقيسان مستوى الالتهاب في الجسم، ارتفاع هذه القيم قد يشير إلى وجود التهاب. كذلك عمل تحليل صورة دم كاملة لفحص مستوى خلايا الدم، الهيموجلوبين، أو أي علامات أخرى تشير إلى التهاب. 
  3. الأشعة التصويرية: مثل الأشعة السينية (X-Rays) وتستخدم لتقييم تلف المفاصل في الحالات المتقدمة، الأشعة بالرنين المغناطيسي (MRI) ويمكن أن توفر صورة أوضح للأنسجة الرخوة والمفاصل، والأشعة بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) ويستخدم لفحص التهاب المفاصل، وكشف التغيرات المبكرة. 

بعد جمع جميع المعلومات والنتائج من الفحوصات، يقوم الطبيب بتحديد ما إذا كان الشخص مصابا بالروماتويد أو نوع آخر من التهاب المفاصل.

عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي

هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي، إليك بعض عوامل الخطر الشائعة: 

  • نوع الجنس، حيث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي من الرجال. 
  • العمر، يمكن أن تظهر اعراض الروماتويد في أي عمر، ولكن غالبا ما يبدأ بين سن 30 و60 عاما. 
  • التاريخ العائلي: وجود أفراد في العائلة مصابين بالروماتويد أو أمراض مناعية ذاتية أخرى يزيد من احتمال الإصابة. 
  • التدخين، يعتبر من العوامل التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالروماتويد، خاصة لدى الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي.
  • السمنة أو الوزن الزائد يمكن أن يزيد الضغط على المفاصل ويزيد من الالتهاب، مما يزيد من خطر الإصابة. 
  • التعرض للمواد الكيميائية، حيث أن بعض الدراسات تشير إلى أن التعرض لمواد كيميائية معينة، مثل المبيدات الحشرية.
  • إصابات المفاصل السابقة أو الالتهابات المفصلية.
  • العدوى، هناك بعض الأبحاث تشير إلى أن التهابات معينة قد تؤدي إلى استجابة مناعية غير طبيعية، مما قد يزيد من خطر الإصابة. 
  • العوامل البيئية والتغيرات المناخية، مثل العيش في مناطق ذات رطوبة عالية، يمكن أن تؤثر على ظهور الأعراض. 
  • العوامل النفسية، مثل التوتر والإجهاد النفسي يمكن أن يؤديان إلى تفاقم الأعراض عند الأشخاص المصابين. 

إذا كنت تعتقد أن لديك أي من هذه الأعراض ، من المهم استشارة طبيب مختص لتقييم حالتك وتقديم المشورة المناسبة. 

نصائح وخطوات عملية للتعامل مع اعراض الروماتويد

إدارة اعراض التهاب المفاصل الروماتويدي تتطلب نهجا يشمل التغييرات في نمط الحياة، والعلاج الطبي، والتقنيات للتعامل مع الألم، إليك بعض النصائح والخطوات العملية: 

  1. العلاج الدوائي: تناول الأدوية الموصوفة من قبل طبيب الروماتيزم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أو الأدوية المثبطة للمناعة، أو أدوية الكورتيزون. كذلك مراقبة مراقبة الأعراض باستمرار واستشارة الطبيب بانتظام لتعديل الجرعات أو الأدوية حسب الحاجة. 
  2. تغييرات في نمط الحياة: اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفاكهة، والخضروات، والحبوب الكاملة، وزيوت الأوميجا-3 (مثل زيت السمك) قد يساعد في تقليل الالتهابات. كذلك الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام (مثل المشي أو السباحة) تساعد في التحكم في الوزن وتخفيف الألم، حيث أن الوزن الزائد يمكن أن يؤدي إلى ضغط إضافي على المفاصل. أيضا شرب الماء والترطيب الجيد يساعد في الحفاظ على صحة المفاصل والأنسجة. 
  3. الراحة والتخفيف من التوتر: إنشاء روتين نوم منتظم للحصول على قسط كافٍ من الراحة، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، واليوغا، أو التنفس العميق لتخفيف التوتر، مما يمكن أن يساعد في تقليل الألم. 
  4. العلاج الفيزيائي: يمكن للمعالجين الفيزيائيين مساعدتك في تطوير برنامج تمارين مخصص يعزز القوة والمرونة دون زيادة الألم، مع استخدام التقنيات الحرارية أو الباردة لتخفيف الألم والتورم، مثل الحمامات الدافئة أو كمدات الثلج. 
  5. التحكم في الألم: استخدام الأدوية المسكنة التي لا تستلزم وصفة طبية عند الحاجة، مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين، واستخدام دعائم أو أجهزة تساعد على دعم المفاصل المتأثرة إذا كنت تعاني كثيرا من الألم. 
  6. المتابعة الطبية المنتظمة: متابعة الزيارات مع طبيب الروماتيزم لتقييم حالتك ومناقشة أي تغييرات في الأعراض أو التأثيرات الجانبية للأدوية، وتوثيق الأعراض والتغييرات اليومية في دفتر لمساعدتك والطبيب في تحديد الأنماط والاستجابة للعلاج. 
  7. تثقيف نفسك: علم نفسك المزيد عن أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، وكذلك خيارات العلاج والأبحاث الجديدة، حيث أن المعرفة تعزز القدرة على اتخاذ قرارات أفضل بشأن رعايتك الصحية. 

تذكر أن كل شخص يستجيب بشكل مختلف للعلاج، لذا من المهم العمل مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك لتطوير خطة فردية تناسب احتياجاتك الخاصة.

وفي الختام، يمكن القول أن هناك العديد من اعراض الروماتويد والتي تشمل الألم، والتورم، والتيبس في المفاصل، بالإضافة إلى التشوهات المحتملة مع مرور الوقت. التعرف المبكر على اعراض الروماتويد يمكن أن يساعد في تحسين إدارة المرض وتخفيف الأعراض، مما يساهم في تعزيز جودة الحياة للمصابين. لذلك، إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فإنه من المهم استشارة طبيب مختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين. 

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/rheumatoid-arthritis/symptoms-causes/syc-20353648

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4924-rheumatoid-arthritis

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/rheumatoid-arthritis/diagnosis-treatment/drc-20353653

 

 

د. ثناء صالح
بواسطة : د. ثناء صالح
تعليقات